عرف النادي الرياضي الصفاقسي في الآونة الأخيرة نقلة نوعية في التعامل مع عديد المعطيات الخاصة بقاعدته الشعبية. ومثلت احتفالات النادي بعيد ميلاده الرابع والتسعين فرصة لانتهاج استراتيجية جديدة تقوم على مزيد القرب من الجماهير والاحباء المتواجدين خارج الرقعة الجغرافية لولاية صفاقس.
أولى مقومات هذه الاستراتيجية كانت بالعمل على بعث أكاديميات كرة قدم في مختلف المناطق والجهات. حيث لا يخفى على كل المهتمين بالشأن الرياضي أن مركز تكوين النادي الرياضي الصفاقسي يعد من أفضل ما يوجد على الساحة الوطنية كما يمثل حلم العديد من الشبان ليكونوا من خريجيه في المستقبل. فكان ذلك دافعا للهيئة التسييرية للنادي ومن ورائها الإدارة الفنية للشبان للقيام بهذه الخطوة المهمة والذهاب إلى جماهيرنا إلى حيث يتواجدون ولقد وثقنا فرحة متساكني العديد من هذه المناطق ولاحظنا من خلال ذلك لهفة شبانهم لارتداء قميص الفريق.
هذه الخطوة مكنت من التوصل لإنشاء أكثر من 15 أكاديمية راجعة بالنظر إلى الإدارة الفنية للشبان ماليا وإداريا ورياضيا، داخل صفاقس وخارجها (قابس والصخيرة والمحرس ومنزل شاكر والحزق والمزونة...) حيث سيكون برنامج عملهم موحدا وبالتنسيق مع إدارة النادي كما سيكون هنالك زيارات دورية ومنتظمة لهذه الاكاديميات التي تزخر بالطاقات والمواهب وبالشبان الذين لا يزالون على فطرتهم الأولى والذين سيقع الاختيار على المتميزين منهم فيما بعد ليكونوا ضمن عناصر النخبة بمركب النادي الرياضي الصفاقسي.
الهدف الكبير من خلال هذه الاكاديميات هو مزيد قرب النادي من قواعده ومناصريه ولكن الهدف الأكبر هو زرع حب الانتماء في نفوس الناشئة المتعطشة لممارسة كرة القدم تحت لواء النادي الرياضي الصفاقسي وهو لمسناه من خلال مصافحتنا لمتساكني هذه المناطق حيث وجدنا قلوبا عامرة بحب النادي على اختلاف الاعمار والأجيال. وهو كذلك ما أكده وفد النادي الذي زار هذه المناطق والتي كان آخرها منطقتي الحزق والمزونة يومي 28 و29 ماي 2022 وعززه بالتأكيد على تنظيم أحداث وتظاهرات في مقرات هذه الاكاديميات بمشاركة مختلف الأطراف المنتمية للنادي من لاعبين حاليين ولاعبين قدامى بالإضافة إلى عديد الأسماء التي ذاع صيتها والتي عرف معها النادي الرياضي الصفاقسي فتراته الذهبية.
هذه المبادرة لاقت ردود أفعال واسعة بالاستحسان والحث على المواصلة فيها ولكن كذلك ساهمت في لفت نظر العديد من المناطق من خارج صفاقس والذين أبدوا استعدادهم للانخراط في هذا المشروع من أجل ضمان تكوين متكامل وقاعدي بما سيمكن من توسيع القاعدة الشعبية لنادينا أكثر فأكثر وتعزيز روح الانتماء إلى هذا الصرح العظيم.