CSS - Club Spotrif Sfaxien

النّادي الرّياضي الصّفاقسي، تاريخنا هو شرفنا!

باعتباره أبرز النّوادي الرّياضيّة في تونس، يمثّل النّادي الرّياضي الصّفاقسي مدينة صفاقس، عاصمة الجنوب التّونسي، وطنيًّا ودُوليًّا في العديد من المسابقات الرّياضيّة. ولعلّ لمحةً سريعةً عن تاريخ النّادي كافيةٌ لكشفِ الكثيرِ عن المسيرة المرمُوقة للاعبي الأسود والأبيض.

فمُنذُ ما يُقارب قرنًا من الزّمن، لا يزال النّادي الرّياضي الصّفاقسي أو "جوفنتس العرب" كما يُطلق عليه، يُثبت تفوّقه في الميدانِ على جميع المستوياتِ وفي جميع التّخصّصات ليكون في مُستوى طموحات مُشجّعيه.

لاعبون موهوبون كتبوا بالذّهب تاريخ النّادي الرّياضي الصّفاقسي

رافق العديد من اللاّعبين الكبار النّادي الرّياضي الصّفاقسي في مسيرته الرّياضية الرّائعة وتركوا بصماتهم في تاريخ النّادي. في الواقع، لا يمكن لأحدٍ أن يتحدّث عن إنجازات النّادي الرّياضي الصّفاقسي دون ذكر أسماءَ كبيرةٍ مثل محمّد علي عقيد وحمّادي العقربي ومختار ذويب والعديدَ من الأسماء العملاقة في كرة القدم التّونسية.

لعب لصالح النّادي الرّياضي الصّفاقسي ثلّةُ من أساطير كُرة القدم التّونسيّة، مثل: حمّادي العقربي، المُكنّى بساحر وسط الميدان الذي كان معروفا بذكائه الحادّ وتقنياته الكبيرة. كما عُرِفَ بمشاركته المتميّزة ضمن المنتخب الوطنيّ التّونسيّ في كأس العالم عام 1978 في الأرجنتين.

وكان مختار ذويب أيضا لاعبا رئيسيّاً في النّادي الرّياضي الصّفاقسي واضطلع بدور المدافع وساعد النّادي الرّياضي الصّفاقسي في فوزه بالبطولة التّونسيّة عام 1978. وفي نفس العام، انتُخِبَ مختار ذويب من بين أفضل لاعبي البطولة التّونسية بـ 37 نجمة.

ناهيك عن المُهاجم اللاّمع محمد علي عقيد، الذي تميّز بحضوره المُمتاز في الميدان، وعلى وجه الخصوص بمشاركته المُشرّفة مع المنتخب الوطني التّونسي في كأس العالم 1978. كما ترك ثلّةُ من اللاّعبين الموهوبين بصمتهم في تسعينيات القرن الماضي، نذكُر من بينهم المدافع المركزيَّ العريق سامي الطّرابلسي ولاعب خطّ الوسط الموهوب اِسكندر السّويّح وغيرُهُما الكثير.

قائمة اللاّعبين الّذين تركوا بصماتهم في تاريخ النّادي الرّياضي الصّفاقسي لم تنتهِ بعدُ. فهذه التّجربةُ الّتي لا يُمكِنُ أن ننساها وهذه الرّحلةُ الثّريّةُ قد تميّزتا بحضور لاعبي الأسود والأبيض المُتشبّعينَ بثقافةِ مدينة الصّناعة والزّيوت والأسماك، الّذينَ ما انفكّوا يُثبِتُونَ حماسَهُم وجُرأتهم وعِنادَهُم على الميدان.

النّادي الرّياضي الصّفاقسي، ثقافة اِنتصارٍ على مرّ الأجيال!

عُرفتْ قديمًا يسيفاكس البربريّة أو تبرورة الرّومانيّة، مدينة صفاقس تَحضى اليومَ بشرفٍ كبيرٍ بفضل إنجازات النّادي الرّياضي الصّفاقسي مُنذُ ما يُقارب قرنًا من الزّمن. الجوائز التي يُزيّنُ بريقُها رُفوفَ النّادي الرّياضي الصّفاقسي منذ عام 1969 هي أفضلُ دليلٍ على ذلك.

في الواقع، أبدع النّادي الرّياضي الصّفاقسي، بلونيه الأبيض والأسود، في مُسابقاتٍ مختلفةٍ وحقّقَ اِنتصاراتٍ رائعةٍ في كرة القدم والكرة الطّائرة وكرة السّلّة والعديد من الرّياضات الأخرى.

عام 1966، كان نقطة البداية في مسيرة النّادي الحافلة بالألقاب، إذ فاز النّادي الرّياضي الصّفاقسي بكأس الهادي شاكر لكرة القدم.  ثُمّ في عام 1969، فاز النّادي أيضًا بأوّلِ لقبٍ وطنّيٍّ للبطولة التّونسيّةِ لكرة القدم. كما فاز مرّتين بلقبِ الدّوريّ التّونسيّ لكرة القدم سنتَيْ 1971 و1995.

دائمًا في عالم كُرة القدم، فاز النّادي الرّياضي الصّفاقسي ببطولة تونس في 7 مُناسباتٍ، وفاز في 4 مُناسباتٍ بكأس تونس وفي مناسبةٍ واحدةٍ بكأس الدّوريّ التّونسيّ في عام 2003. ومنذُ ذلك الحين، كشفتْ لنا الأيّامُ عن ثباتِ فريقِ الأبيضِ والأسود وعن طُموحِهِ خارجَ الحُدودِ الوطنيّةِ.

في الواقع، فاز النّادي الرّياضي الصّفاقسي بكأس الاتّحاد الإفريقيّ لكُرة القدم ثلاثَ مرّاتٍ في تاريخه حيث تُوِّجَ باللّقب الأوّل عام 1998 إثرَ مبارة ذهاب وإيّاب ضدّ الفريق السّينيغالي، نادي جان دارك. دائمًا في كرة القدم الدّوليّة، تمكّن أيضًا فريق كرة القدم في النّادي الرّياضي الصّفاقسي من الفوز ببطولة كأس الأبطال العربيّة في المملكة العربيّة السّعوديّة عام 2000.

كما تُعتبرُ السّنتانِ 1977 و1982 تاريخيْنِ رئيسيّيْنِ في مسيرة النّادي، حيث فاز فرعُ الكرة الطّائرة على التّوالي بأوّل لقبٍ للبطولة التّونسيّة وبثُنائيّة البطولة والكأس التّونسيّة. بعد إحرازهم أيضًا على الثنائيّة عامَ 1985، فاز لاعبُو الكرة الطّائرة في النّادي الرّياضي الصّفاقسي بلقب البطولة الإفريقيّة في نفس العام، ليصبحوا أوّل تونسيّين يفوزون بهذا اللّقبِ الإفريقيّ في الرّياضات الجماعيّة.

أمّا لاعباتُ كُرة السّلّة في النّادي الرّياضي الصّفاقسي، فقد شرّفنَ ناديهِم بانتصاراتهنّ المُتتالية طِوال السّنواتِ الماضيةِ حيثُ تُوِّجْنَ بطلاتِ تُونسَ 18 مرّةً. كما فُزنَ 7 مرّاتٍ بكأس تونس ومرّتيْنِ ببُطولةِ دوريّ الأبطال العرب.

تحقّقتْ هذه المكانة للنّادي الرّياضي الصّفاقسي بالتّأكيدِ بفضل جهودٍ لا هوادةَ فيها بذلتها قيادةٍ مُحكَمةٍ على مرٍّ عُقودٍ من الزّمنِ، وبفضلِ التزام فريق من اللاّعبين والمديرين التّنفيذيين جسديًا وعقليًا وتقنيًا، وخاصّةً بفضل مُشجّعين مُتحمّسينَ توحّدُوا دائمًا وراءَ ناديهِمْ.

بدأت القصّة عام 1912 عندما ولد النّادي التّونسي، أول ناد يمثّل المجتمع الرّياضي الإسلاميّ التّونسيّ في مدينة صفاقس الّتي كانت مستعمرة فرنسيّة حينها مثل غيرها من المدن التّونسية، بينما كان تنظيم النّوادي الرياضيّة يُجرى في ذلك الوقت وفقاً للتوجّهات الدّينيّة.

لعب النّادي التّونسيّ باللّونين الأحمر والأخضر دلالةً على تونس الخضراء وكان مُقتصرًا على لعب كرة القدم دون غيرها من الرّياضاتِ. وقد تمّ الاِعترافُ بالنّادي رسميًّا من قبل السّلطات الفرنسيّة في 28 ماي 1928.

أسّس النّادي التّونسي السّيّدُ زهير العيّادي وقد تراّسهُ إلى حُدودِ سنة 1931. كانت الهيئة المديرة الأولى للناّدي التّونسي على النّحو التّالي:

  • الرّئيس: زهير العيّادي
  • نائبا الرّئيس: Michel Loffreda والهادي طبقة. 
  • أمين المال: أحمد الطّرابلسي
  • نائب أمين المال: محمّد الخرّاط
  • الأمناء العامّون: محمّد كمّون (باللّغة العربيّة)، علي شغّال (باللّغة الفرنسيّة)
  • المدير الرّياضي: بشير الشّرفي
  • نائب المدير الرّياضي: علي بوحامد

في عام 1939، تمكّن النّادي التّونسي من بلوغِ القسم الشّرفي التّونسي ثمّ الدّرجة المُمتازة في نهاية موسم 1946-1947 ليبقى فيها حتى الآن. تُسمّى اليوم الدّرجةُ المُمتازة بالرّابطة التّونسيّة المحترفة الأولى لكرة القدم.

في عام 1962، غيّر النّادي التّونسي اسمه ليصبح النّادي الرّياضي الصّفاقسي. تغيّرت الألوان أيضا إلى الأسود والأبيض، وِفقًا لاقتراحِ مُدرّب النّادي في ذلك الوقت: ميلان كريستيتش "Milan Kristić" الذي درّب الفريق بين سنتي 1961 و1966. وقد جاء تغيير اِسم النّادي وألوانُه خلال فترة رئاسة السّيّد عبد السّلام قلاّل والّتي امتدّت من سنة 1961 إلى سنة 1964.

تكفّلت شركة كابا Kappa الدّوليّة الكبيرة، في ذلك الوقتِ، بتصميمِ وخياطةِ أقمصةِ النّادي، حتّى عام 2009. إثر ذلك، أُوكِلتْ هذه المهمّة الى الشّركة الألمانية Uhlsport. في عام 2012، أصبحَ تصميمُ أقمصة النّادي الرّياضي الصّفاقسي على عاتق الشّركة الأمريكيّة NIKE وذلك حتّى هذه اللّحظة. 

مثل أيّ نادٍ رياضيّ آخر في العالم، عرفَ النّادي الرّياضي الصّفاقسي نجاحاتٍ عِدّةَ كما واجهَ بعض الصّعوبات في مسيرته. ففي عام 2007، اِنسحب النّادي من دوريّ أبطال أفريقيا، ولسوء الحظّ تزامن انسحابُه مع تدهور وضعه الماليّ.

ويُعزى هذا التّدهور إلى زيادة النّفقات من موسمٍ إلى آخرَ في ظلّ غياب موارد مُستقرّة. لمجابهة هذه الأوضاع الصّعبة، اِتّحد ثُلّةٌ من المدراء التّنفيذيين الشّبّان "لإنقاذ" النّادي وتوصّلوا أخيرا إلى حلٍّ: تأسيس هيكل ال Socios CSS.

بُعِثتْ Socios CSS رسميًّا في 28 ماي 2008، في الذّكرى ال 80 لتأسيس النّادي الرّياضي الصّفاقسي، وكان الغرض الوحيد من إطلاقها هو تمويل النّادي وتجنيبه النّفقات الثّانوية. يجمعُ هذا الهيكلُ كلَّ أنصارِ النّادي الرّياضي الصّفاقسي الّذينَ هُم على استعدادٍ لدعم ناديهم ماليًّا مهما كان وضعُهم المادّي والمِهنّي.

وقد أبدى رجالُ الأعمال والمُهندسون والمُحاسبون والمُحامون والمُصمّمون والعديدُ من الأعضاءِ الآخرينَ المُنخرطين في Socios CSS استعدادَهم لدعم فريق الأسود والأبيض، واستغلّوا مهاراتهم ومعرفتهم التّقنيّة في خدمة النّادي. بفضل جهودهم، تمكّن النّادي من استعادة أنفاسِهِ مرّةً أُخرَى وهُو اليومَ مُمتنٌّ لجميعِ مُشجّعيهِ الّذينَ لعبوا بالتأكيد دور اللاّعبِ رقم 1 في النّادي.

على الرّغمِ من أنّ الصُّعوبات الماليّة للنّادي الرّياضي الصّفاقسي مُستمرّةٌ نوعًا ما إلى يومِنَا هذا إلاّ أنّ قائمةَ إنجازاتِ Socios CSS لم تنته بعد. في الواقع، دعمت Socios CSS النّادي في عدّة مناسبات وكانت وراء إنشاءِ قاعة كمال الاجسام وقاعة العرض وقاعة العناية بالجسم وما إلى ذلك.

Top